بحــث تفصيلـــي حـــــول الكعبـــــة المشرفــــــة
 

 

تم اعداده بتاريخ 15 شعبان 1435هـ

 

 

المقدمة
 

   ان الكعبة المشرفة حقيقة واقعية فوق مستوى البشر , لا يستطيع العالم البشرى أن يتحدى هذه الحقيقة مهما أوتى من انجازات وإعجاز في حدود طاقاتهم واستيعابهم الفكري ..
وما على هذه الأرض حجر من الجنة أو ماء من الجنة إلا في الكعبة (الحجر الأسود وماء زمزم) وأول من بني الكعبة هم الملائكة عليهم السلام بخلاف العجائب التي بناها أناس عاديون.
فمنذ أن خلق الله الأرض ومن عليها لم تحظ دار للعبادة بما حظيت به الكعبة المشرفة من المكانة والتقديس والتشريف .. فلا تمر لحظة من عمر الزمن إلا وترى الطائفيين حولها يسبحون بحمد الله وتتجه إليها قلوب المسلمين في كل صلاة من كل بقاع الأرض .. هذا البيت الفريد في تلك البقعة الطاهرة له من المكانة والتبجيل في نفوس البشر عبر الزمن .. ما لم يحظ به أي بيت آخر .
ثم ماذا يوجد فوق الكعبة؟
البيت المعمور حيث تطوف الملائكة أثناء ما يطوف الناس حول الكعبة.
وماذا يوجد فوق البيت المعمور ؟؟؟
يوجد عرش الرحمن ...
فاليوم سنتناول سيرة الكعبة الشريفة بالتفصيل وقوفا على اغلب المواضيع التي تتعلق بها و ليس كلها لكثرتها و لعدم سعة المقام
و فيما يلي نستعرض اهم المواضيع التي سنتطرق اليها في بحثنا هذا :


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

• تسمية الكعبة


الكعبة في اللغة العربية:

 
الكعبة من الشيء المكعّب، وتسمى الكعبة بهذا الإسم لتكعيبها وهو تربيعها وقيل لعلوها ونتوئها .
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه سئل : " لِمَ سميت الكعبة كعبة ؟!! فقال: لأنها مربعة. فقيل له : ولِمَ صارت مربعة ؟!! قال: لأنها بحذاء البيت المعمور وهو مربع. فقيل له : ولِمَ صار البيت المعمور مربعاً ؟!! قال: لأنه بحذاء العرض وهو مربع. فقيل له : ولِمَ صار العرش مربعاً ؟!! قال: لأن الكلمات التي بني عليها الإسلام أربع وهي :       [ سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ] ".    علل الشرائع الشيخ الصدوق ج3 ص 398


• ذُكِرَ لفظة " الكعبة " في القرآن


قد ذُكِرَت لفظة " الكعبة " في القرآن في موضعين
1-  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ {المائدة-95}


2-  جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم ٌ{المائدة-97}


• أسماء الكعبة في القرآن
 

للكعبة عدة أسماء تُعرَفُ بها ، و هذه الأسماء وردت في القرآن الكريم ، 
وهي :


البيت : وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ {البقرة-125}


البيت العتيق : ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ {الحج-29}

 
المسجد الحرام : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة-2}


البيت المحرم : رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ  {إبراهيم-37}

 

نبذة تاريخية عن الكعبة
 

1) بناء آدم و الملائكة
 

يعتقد أغلب العلماء أن الملائكة أو آدم عليه السلام تعونه الملائكة هم أول من بنى المسجد الحرام، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ )

 




قال رسول اللّه (ص) : بَعَثَ اللّهُ جِبريل َ(ع) إلى‏ آدَمَ وحَوّاءَ، فَقالَ لَهُما: اِبنِيا لي بِناءً، فَخَطّ لَهُما جِبريلُ(ع)، فَجَعَلَ آدَمُ يَحفِرُ وحَوّاءُ تَنقُلُ، حَتّى‏ أجابَهُ الماءُ، نودِيَ مِن تَحتِهِ: حَسبُكَ يا آدَمُ. فَلَمّا بَنَياهُ أوحَى اللّهُ تَعالى‏ إلَيهِ أن يَطوفَ بِهِ، وقيلَ لَهُ: أنتَ أوّلُ النّاسِ، وهذا أوّلُ بَيتٍ. ثُمّ تَناسَخَتِ القُرونُ حَتّى‏ حَجّهُ نوحٌ، ثُمّ تَناسَخَتِ القُرونُ حَتّى‏ رَفَعَ إبراهيمُ القَواعِدَ مِنهُ.   كنز العمال ج2 ص 45


عن الإمام الباقر (ع) : أمّا بَدءُ هذَا البَيتِ فَإِنّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى‏ قالَ لِلمَلائِكَةِ: (إنّي جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَليفَةً) فَرَدّتِ المَلائِكَةُ عَلَى اللّهِ عَزّوجَلّ فَقالَت: (أتَجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدّماء)( )؟! فَأَعرَضَ عَنها، فَرَأَت أنّ ذلِكَ مِن سَخَطِهِ فَلاذَت بِعَرشِهِ، فَأَمَرَ اللّهُ مَلَكًا مِنَ المَلائِكَةِ أن يَجعَلَ لَهُ بَيتًا فِي السّماءِ السّادِسَةِ يُسَمّى الضّراحَ‏(البيت المعمور ) بِإِزاءِ عَرشِهِ، فَصَيّرَهُ لِأَهلِ السّماءِ، يَطوفُ بِهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ في كُلّ يَومٍ لا يَعودونَ، ويَستَغفِرونَ. فَلَمّا أن هَبَطَ آدَمُ إلَى السّماءِ الدّنيا أمَرَهُ بِمَرَمّةِ هذَا البَيتِ - وهُوَ بِإِزاءِ ذلِكَ - فَصَيّرَهُ لآدَمَ وذُرّيّتِهِ كَما صَيّرَ ذلِكَ لِأَهلِ السّماءِ .    الكافي: 4/187/1

2) بناء ابراهيم و اسماعيل ع


   عن الصادق (عليه السلام) قال : إن إبراهيم كان نازلا، في بادية الشام فلما ولد له من هاجر إسماعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا، لأنه لم يكن لها ولد، و كانت تؤذي إبراهيم في هاجر و تغمه، فشكى إبراهيم ذلك إلى الله عز و جل، فأوحى الله إليه: «مثل المرأة مثل الضلع العوجاء، إن تركتها استمتعت بها، و إن أقمتها كسرتها» ثم أمره: أن يخرج إسماعيل و أمه، فقال: يا رب إلى أي مكان؟ فقال إلى حرمي و أمني، و أول بقعة خلقتها من الأرض، و هي مكة.

   فأنزل الله عليه جبرئيل بالبراق فحمل هاجر و إسماعيل و إبراهيم و كان إبراهيم لا يمر بموضع حسن فيه شجر و زرع و نخل إلا و قال إبراهيم: يا جبرئيل إلى هاهنا، إلى هاهنا فيقول جبرئيل لا امض، امض، حتى وافى مكة فوضعه في موضع البيت، و قد كان إبراهيم عاهد سارة أن لا ينزل حتى يرجع إليها، فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر، فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها، فاستظلوا تحته،

   فلما سرحهم إبراهيم و وضعهم أراد الانصراف عنهم إلى سارة، قالت له هاجر: يا إبراهيم أ تدعنا في موضع ليس فيه أنيس و لا ماء و لا زرع ؟ فقال إبراهيم: الله الذي أمرني، أن أضعكم في هذا المكان هو يكفيكم ثم انصرف عنهم، فلما بلغ كداء، و هو جبل بذي طوى التفت إبراهيم، فقال: رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع، عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلوة، فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، و ارزقهم من الثمرات، لعلهم يشكرون، ثم مضى و بقيت هاجر،

  فلما ارتفع النهار عطش إسماعيل، فقامت هاجر في موضع السعي فصعدت على الصفا، و لمع لها السراب في الوادي، فظنت أنه ماء، فنزلت في بطن الوادي، و سعت فلما بلغت المروة غاب عنها إسماعيل، عادت حتى بلغت الصفا، فنظرت حتى فعلت ذلك سبع مرات فلما كان في الشوط السابع، و هي على المروة نظرت إلى إسماعيل و قد ظهر الماء من تحت رجليه فعادت حتى جمعت حوله رملا، فإنه كان سائلا، فزمته بما جعلت حوله، فلذلك سميت زمزم

   وكانت جرهم نازلة بذي المجاز و عرفات، فلما ظهر الماء بمكة عكفت الطير و الوحش على الماء، فنظرت جرهم إلى تعكف الطير و الوحش على ذلك المكان فاتبعتها، حتى نظروا إلى امرأة و صبي نازلين في ذلك الموضع، قد استظلا بشجرة، و قد ظهر الماء لهما، فقالوا لهاجر: من أنت و ما شأنك و شأن هذا الصبي؟ قالت: أنا أم ولد إبراهيم خليل الرحمن، و هذا ابنه، أمره الله أن ينزلنا هاهنا، فقالوا لها: أ تأذنين لنا أن نكون بالقرب منكم؟ فقالت لهم: حتى يأتي إبراهيم، فلما زارهم إبراهيم في اليوم الثالث قالت هاجر: يا خليل الله إن هاهنا قوما من جرهم يسئلونك: أن تأذن لهم، حتى يكونوا بالقرب منا، أ فتأذن لهم في ذلك؟ قال إبراهيم: نعم، فأذنت هاجر لهم، فنزلوا بالقرب منهم، و ضربوا خيامهم، فأنست هاجر و إسماعيل بهم،

   فلما زارهم إبراهيم في المرة الثانية نظر إلى كثرة الناس حولهم فسر بذلك سرورا شديدا، فلما تحرك إسماعيل و كانت جرهم قد وهبوا لإسماعيل كل واحد منهم شاة، و شاتين فكانت هاجر و إسماعيل، يعيشان بها

فلما بلغ إسماعيل مبلغ الرجال، أمر الله إبراهيم: أن يبني البيت إلى أن قال: فلما أمر الله إبراهيم أن يبني البيت لم يدر في أي مكان يبنيه، فبعث الله جبرئيل، و خط له موضع البيت إلى أن قال فبنى إبراهيم البيت، و نقل إسماعيل من ذي طوى فرفعه في السماء تسعة أذرع، ثم دله على موضع الحجر فاستخرجه إبراهيم، و وضعه في موضعه الذي هو فيه الآن،

   فلما بنى جعل له بابين بابا إلى الشرق، و بابا إلى الغرب، و الباب الذي إلى الغرب، يسمى المستجار، ثم ألقى عليه الشجر و الإذخر، و ألقت هاجر على بابها كساء كان معها و كانوا يكونون تحته، فلما بنى و فرغ منه، حج إبراهيم و إسماعيل، و نزل عليهما جبرئيل يوم التروية، لثمان من ذي الحجة فقال: يا إبراهيم قم و ارتو من الماء، لأنه لم يكن بمنى و عرفات ماء، فسميت التروية لذلك ثم أخرجه إلى منى فبات بها ففعل به ما فعل بآدم، فقال إبراهيم لما فرغ من بناء البيت: «رب اجعل هذا بلدا آمنا، و ارزق أهله من الثمرات، من آمن منهم الآية، قال (عليه السلام): من ثمرات القلوب، أي حببهم إلى الناس، ليستأنسوا بهم، و يعودوا إليهم.   تفسر الميزان مجلد 1ص 288
 

3) بناء قريش للكعبة :

 



ما زالت الكعبة على بناء إبراهيم حتى جددها العمالقة ثم بنوا جرهم أو بالعكس كما مر في الرواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام).


   ثم لما آل أمر الكعبة إلى قصي بن كلاب أحد أجداد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) القرن الثاني قبل الهجرة هدمها و بناها فأحكم بناءها، و سقفها بخشب الدوم و جذوع النخل و بنى إلى جانبها دار الندوة، و كان في هذه الدار حكومته و شوراه مع أصحابه، ثم قسم جهات الكعبة بين طوائف قريش فبنوا دورهم على المطاف حول الكعبة، و فتحوا عليه أبواب دورهم.


  و قبل البعثة بخمس سنين هدم السيل الكعبة فاقتسمت الطوائف العمل لبنائها و كان الذي يبنيها ياقوم الرومي، و يساعده عليه نجار مصري، و لما انتهوا إلى وضع الحجر الأسود تنازعوا بينهم في أن أيها يختص بشرف وضعه فرأوا أن يحكموا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)، و سنه إذ ذاك خمس و ثلاثون سنة لما عرفوا من وفور عقله و سداد رأيه، فطلب رداء و وضع عليه الحجر، و أمر القبائل فأمسكوا بأطرافه و رفعوه حتى إذا وصل إلى مكانه من البناء في الركن الشرقي أخذه هو فوضعه بيده الشريفة في موضعه.


   و كانت النفقة قد بهظتهم فقصروا بناءها على ما هي عليه الآن و قد بقي بعض ساحته خارج البناء من طرف الحجر حجر إسماعيل لاستصغارهم البناء .

4 ) بناء عبد الله بن الزبير

 


و كان البناء على هذا الحال حتى تسلط عبد الله بن الزبير على الحجاز في عهد يزيد بن معاوية فحاربه الحصين قائد يزيد بمكة، و أصاب الكعبة بالمنجنيق فانهدمت و أحرقت كسوتها و بعض أخشابها، ثم انكشف عنها لموت يزيد، فرأى ابن الزبير أن يهدم الكعبة و يعيد بناءها فأتى لها بالجص النقي من اليمن، و بناها به و أدخل الحجر في البيت، و ألصق الباب بالأرض، و جعل قبالته بابا آخر ليدخل الناس من باب و يخرجوا من آخر، و جعل ارتفاع البيت سبعة و عشرين ذراعا و لما فرغ من بنائها ضمخها بالمسك و العبير داخلا و خارجا، و كساها بالديباج، و كان فراغه من بنائها 17 رجب سنة 64 هجرية.

 

4) بناء الحجاج الثقفي

 


   ثم لما تولى عبد الملك بن مروان الخلافة بعث الحجاج بن يوسف قائده فحارب ابن الزبير حتى غلبه فقتله، و دخل البيت فأخبر عبد الملك بما أحدثه ابن الزبير في الكعبة، فأمره بإرجاعها إلى شكلها الأول، فهدم الحجاج من جانبها الشمالي ستة أذرع و شبرا، و بنى ذلك الجدار على أساس قريش، و رفع الباب الشرقي و سد الغربي ثم كبس أرضها بالحجارة التي فضلت منها.


5) بناء السلطان العثماني

 


   و لما تولى السلطان سليمان العثماني الملك سنة ستين و تسعمائة غير سقفها، و لما تولى السلطان أحمد العثماني سنة إحدى و عشرين بعد الألف أحدث فيها ترميما و لما حدث السيل العظيم سنة تسع و ثلاثين بعد الألف هدم بعض حوائطها الشمالية و الشرقية و الغربية فأمر السلطان مراد الرابع من ملوك آل عثمان بترميمها و لم يزل على ذلك حتى اليوم و هو سنة ألف و ثلاث مائة و خمس و سبعين هجرية قمرية .   تفسير الميزان ج 3 ص 354


صور متفرقة للكعبة

 

 

 

 

 

 

   

   



• اسرار تاريخ الكعبة المشرفة


  
ورد في الأخبار: أن تاريخ بناء البيت يتضمن أمورا خارقة للعادة، ففي بعض الأخبار، أن البيت أول ما وضع كان قبة من نور، نزلت على آدم، و استقرت في البقعة التي بنى إبراهيم عليها البيت، و لم تزل حتى وقع طوفان نوح، فلما غرقت الدنيا رفعه الله تعالى، و لم تغرق البقعة، فسمي لذلك البيت العتيق. من لا يحضره الفقيه ج2 ص 235
و في بعض الأخبار: أن الله أنزل قواعد البيت من الجنة. تفسير القمي ج1 ص 61

و في بعضها: أن الحجر الأسود نزل من الجنة و كان أشد بياضا من الثلج فاسودت: لما مسته أيدي الكفار.
من لا يحضره الفقيه ج2 ص 235

و في الكافي، أيضا عن أحدهم (عليه السلام) قال: إن الله أمر إبراهيم ببناء الكعبة، و أن يرفع قواعدها، و يري الناس مناسكهم، فبنى إبراهيم و إسماعيل البيت كل يوم ساقا، حتى انتهى إلى موضع الحجر الأسود، و قال أبو جعفر (عليه السلام): فنادى أبو قبيس: أن لك عندي وديعة، فأعطاه الحجر، فوضعه موضعه.  الكافي ج4 ص 205


و عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن الحجر، فقال: نزلت ثلاثة أحجار من الجنة، الحجر الأسود استودعه إبراهيم، و مقام إبراهيم، و حجر بني إسرائيل.
تفسير العياشي ج1 ص 93


و في بعض الأخبار: أن الحجر الأسود كان ملكا من الملائكة. .......... تفسير الميزان ج1 ص 288

 


 

• شكل الكعبة


  
شكل الكعبة مربع تقريبا و هي مبنية بالحجارة الزرقاء الصلبة و يبلغ ارتفاعها ستة عشر مترا، و قد كانت في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أخفض منه بكثير على ما يستفاد من حديث رفع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) على عاتقه يوم الفتح لأخذ الأصنام التي كانت على الكعبة و كسرها.


   و طول الضلع الذي فيه الميزاب و الذي قبالته عشرة أمتار و عشرة سانتي مترات، و طول الضلع الذي فيه الباب و الذي قبالته اثنا عشر مترا، و الباب على ارتفاع مترين من الأرض، و في الركن الذي على يسار الباب للداخل، الحجر الأسود على ارتفاع متر و نصف من أرض المطاف.

 

 
• الحجر الأسود
 

             

 

   الحجر الأسود أشرف حجر على وجه الأرض ، وهو أشرف أجزاء البيت الحرام ، ولذا شرع تقبيله واستلامه ، ووضع الخد والجبهة عليه ، ارتفاعه من أرض المطاف متر واحد ونصف المتر ولا يمكن وصفه الآن لأن الذي يظهر منه في زماننا ونستلمه ونقبله إنما هو ثماني قطع صغيرة مختلفة الحجم أكبرها بقدر التمرة الواحدة ، وأما بقيته فداخل في بناء الكعبة المشرفة ، ويروى أن القطع تبلغ خمس عشرة قطعة إلا أن القطع السبع الأخرى مغطاة بالمعجون الذي يراه كل مستلم للحجر وهو خليط من الشمع والمسك والعنبر موضوع على رأس الحجر.

• لون الحجر الأسود :

 حجر ثقيل لونه أسود ضارب إلى الحمرة، و فيه نقط حمراء، و تعاريج صفراء، و هي أثر لحام القطع التي كانت تكسرت منه، قطره : نحو ثلاثين سانتي مترا.

• الاطار الفضي :

 
أول من طوق الحجر الأسود بالفضة عبد الله بن الزبير صوناً له وتتابع من بعده الخلفاء والأغنياء وكان آخر من أهداه إطاراً قبل الدولة السعودية السلطان محمد رشاد خان سنة 1331هـ  وكان من الفضة الخالصة ،

 


• تاريخ الحجر الاسود :
وقد مرّ على الحجر الأسود حوادث كثيرة :


1)   أنه عندما أخرجت جرهم من مكة خرج عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي بغزالي الكعبة والحجر فدفنها في زمزم وانطلق ، غير أنّ امرأة من خزاعة شاهدت عملية الدفن فأخبرت قومها فأعادوه إلى مكانه.

    وفي الجاهلية أيضا كان خويلد أبو خديجة واحداً من رجالات قريش الذين سجّل التاريخ لهم مآثر في مكّة المكرّمة من أعظمها مأثرة الدفاع عن الكعبة يوم هاجمها تبع ، وأراد أن يحمل الحجر الأسود إلى اليمن .. لقد قاد خويلد جماعة من رجالات قريش ، ونازع تبعاً ليصدّه عن أخذ الحجر الأسود ، ونقله من مكانه في الكعبة المكرّمة ، فحال الله دون ما أراد تبع ، ولم يقدر على ما أراد .

   و قبل البعثة بخمس سنين هدم السيل الكعبة فاقتسمت الطوائف العمل لبنائها و كان الذي يبنيها ياقوم الرومي، و يساعده عليه نجار مصري، و لما انتهوا إلى وضع الحجر الأسود تنازعوا بينهم في أن أيها يختص بشرف وضعه فرأوا أن يحكموا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)، و سنه إذ ذاك خمس و ثلاثون سنة لما عرفوا من وفور عقله و سداد رأيه، فطلب رداء و وضع عليه الحجر، و أمر القبائل فأمسكوا بأطرافه و رفعوه حتى إذا وصل إلى مكانه من البناء في الركن الشرقي أخذه هو فوضعه بيده في موضعه.


2)   و قبل البعثة بخمس سنين هدم السيل الكعبة فاقتسمت الطوائف العمل لبنائها و كان الذي يبنيها ياقوم الرومي، و يساعده عليه نجار مصري، و لما انتهوا إلى وضع الحجر الأسود تنازعوا بينهم في أن أيها يختص بشرف وضعه فرأوا أن يحكموا محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)، و سنه إذ ذاك خمس و ثلاثون سنة لما عرفوا من وفور عقله و سداد رأيه، فطلب رداء و وضع عليه الحجر، و أمر القبائل فأمسكوا بأطرافه و رفعوه حتى إذا وصل إلى مكانه من البناء في الركن الشرقي أخذه هو فوضعه بيده في موضعه.

3)   ولعل أفظع ما مرّ على الحجر الأسود حادثة القرامطة الذين أخذوا الحجر وغيبوه 22 سنة ، وردّ إلى موضعه سنة 339 هـ ، فلقد غزى أبو طاهر القرمطي القطيف واحتلها واحتل مكة المكرمة وانتهب الحجر الأسود 317هـ وفي 318هـ تقريبا سن الحج إلى الجش بالأحساء بوضع الحجر الأسود في بيت كبير في قرية الجش وأمر القرامطة سكان منطقة القطيف بالحج إلى ذلك المكان ، ولكن الأهالي رفضوا تلك الأوامر ، فقتل القرامطة أناساً كثيرين من أهل القطيف ولا زالت بعض آثار ذلك البناء باقية وهي عين الجعبة ( الكعبة) يقال أن أبا طاهر نقل الحجر الأسود إلى الكوفة خلال عام 330 هـ  ولكنه أعيد ثانية إلى الأحساء.


   وفي سنة تسع وثلاثين وثلثمائة في هذه السنة المباركة في ذي القعدة منها رد الحجر الأسود المكي إلى مكانه في البيت ، وقد بذل لهم ( أي القرامطة ) الأمير بجكم التركي خمسين ألف دينار على أن يردوه إلى موضعه فلم يفعلوا ، ثم أرسلوه إلى مكة بغير شيء على قعود فوصل في ذي القعدة من هذه السنة


• اسرار الحجر الاسود:

الحجر الاسود ترتبط قصته بهذا الحوار التالي بين الله تعالى و بني ادم :
قال تعالى ( و إذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم على انفسهم ألست بربكم قالوا بلا شهدنا أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين )


لقد زرع الله تعالى الفطرة الالهية داخل النفس الانسانية الا و هي التوحيد و هذه الفطرة جاءت بميثاق . والله تعالى اودع الميثاق ملك ثم حول الملك الى حجر و حينما نزل ادم الى الارض انزل الله الحجر ليكون في ركن الكعبة و كان ابيض من الثلج و لكنه اسود بذنوب العباد . ج8 ص 311 تفسير الميزان.


   لذلك من اداب الذهاب الى الحج عندما نريد ان نستلمه نقول : أمانتي أديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة عند ربك , امنت بالله و ملائكته وكتبه و رسله و اليوم الاخر و اكفر بعبادة الجبت و الطاغوت و كل ند يعبد من دون الله تعالى .....الكافي ج 4 ص 245 ,   رسائل المرتضى للشريف المرتضى ج 3 ص 276.


   من بركات الحجر الاسود و اثاره و ضيافته عن علي ابن ابي طالب ع قال : و الله ليبعثنه الله يوم القيامة و له لسان و شفتان فيشهد لمن وافاه , و هو يمين الله في ارضه يبايع بها خلقه . بحار الانوار ج السادس و التسعون باب 40 فضل الحجر.

 


• زوايا (اركان) الكعبة
 

   و تسمى زوايا الكعبة من قديم أيامها بالأركان فيسمى الشمالي بالركن العراقي، و الغربي بالشامي و الجنوبي باليماني، و الشرقي الذي فيه الحجر الأسود بالأسود (ركن الحجر الاسود) ، و تسمى المسافة التي بين الباب و ركن الحجر بالملتزم لالتزام الطائف إياه في دعائه و استغاثته،


 

الملتزم

 

هي افضل بقعة في المسجد الحرام وورد في الرواية ان من استطاع ان يصلي كل صلاته هناك فليصلي
و ورد انها البقعة التي تاب الله بها على ادم ع.    كتاب بحار الانوار كتاب الحج باب 41

 


الميزاب


و أما الميزاب على الحائط الشمالي و يسمى ميزاب الرحمة فمما أحدثه الحجاج بن يوسف ثم غيره السلطان سليمان سنة 954 إلى ميزاب من الفضة ثم أبدله السلطان أحمد سنة 1021 بآخر من فضة منقوشة بالميناء الزرقاء يتخللها نقوش ذهبية، ثم أرسل السلطان عبد المجيد من آل عثمان سنة 1273 ميزابا من الذهب فنصب مكانه و هو الموجود الآن.

 


الحطيم

و قبالة الميزاب حائط قوسي يسمى بالحطيم، و هو قوس من البناء طرفاه إلى زاويتي البيت الشمالية و الغربية، و يبعدان عنهما مقدار مترين و ثلاثة سانتي مترات، و يبلغ ارتفاعه مترا، و سمكه مترا و نصف متر، و هو مبطن بالرخام المنقوش، و المسافة بين منتصف هذا القوس من داخله إلى منتصف ضلع الكعبة ثمانية أمتار و أربعة و أربعون سانتي مترا.
و الفضاء الواقع بين الحطيم و بين حائط البيت هو المسمى بحجر إسماعيل، و قد كان يدخل منه ثلاثة أمتار تقريبا في الكعبة في بناء إبراهيم.

 

 


• حجر اسماعيل 


بناه اسماعيل عندما ماتت أمه هاجر و دفنها هناك و دفن هو ايضا و انبياء اخرون .


عن الامام الرضا ع قال : ( أكثر الصلاة في الحجر و تعمد تحت الميزاب و ادع هناك كثيرا )
عن الامام زين العابدين ع عندما كان يصل الى حجر اسماعيل يقول : عبيدك ببابك مسكينك بفنائك سائلك ببابك اسيرك بفنائك يشكو اليك ما لا يخفى عليك فلا تردني عن بابك ..........بحار الانوار ج 96 ص 196


• المستجار
 

في هذا المكان المقدس قال الله تعالى : يا ادم أقر لريك بذنوبك
ادم برأفته قال : وولدي ؟ و ذريتي ؟  فأوحى الله اليه : من جاء من ذريتك الى هذا المكان و أقر بذنوبه و تاب كما تبت ثم استغفر غفرت له ........... الكافي ج 4 ص 525


   لذلك يستحب للحاج ان يلصق بدنه و وجهه بالحائط و يرفع يده و يقول : اللهم البيت بيتك و العبد عبدك و هذا مقام العائذ بك من النار ، فيستحب ان يقر العبد بذنوبه و يعددها ذنبا ذنبا بينه و بين ربه و يرفع يده الى الاعلى , فالعبد يوم القيامة يسحب الى جهنم و هو بتشبث بالبيت العتيق و هو يقول لله : اللهم البيت بيتك و العبد عبدك و هذا مقام العائذ بك من النار.

 


• الركن اليماني
 

تقول الروايات :الركن اليماني يقع عن يمين العرش و هو باب من ابواب الجنة لم يغلقه منذ فتحه . وسائل الشيعة ج 13 ص 346

 


و فيه الشق الذي من خلاله ولد الامام علي ابن ابي طالب ع


الركن اليماني هو باب من ابواب الجنة مفتوح لشيعة ال محمد مسدود عن غيرهم ,و هو باب الائمة الى الجنة منه يدخلون   و فيه نهر من الجنة تلقى فيه اعمال العباد


  عن رسول الله ص قال : (ما أتيت الركن اليماني الا و قد رأيت جبرائيل ع قد سبقني اليه يلتزمه)
عن الامام الصادق ع قال : (ان الله وكل بالركن اليماني ملكا هجيرا يؤمن على دعائكم , فمن لديه دعاء فليدعه هناك) , و معنى هجير انه ليس لديه اي عمل سوى ان يؤمن على دعائكم الكافي ج 4 ص 408
 

في الحديث : ما من مؤمن يدعو بدعاء عنده الا صعد دعاؤه فيلصق بالعرش ما بينه و بين الله من حجاب

 
عن الباقر ع قال حديث عميق لمن اراد ان يكون حجه حجا كاملا حيث قال : اللهم تب علي حتى اتوب و اعصمني حتى لا اعود    الكافي للكليني ج4 ص 410

 
  و عن فاطمة بنت اسد ع قالت: يا رب اني مؤمنة بك و بما جاء من عندك من رسل و كتب , اني مصدقة بكلام جدي ابراهيم الخليل و انه بنى البيت العتيق فبحق من بنى البيت و بحق المولود الذي في بطني الا ما يسرت لي ولادتي , فأنشق الجدار و دخلت و اغلق الجدار و لم تخرج الا في اليوم الرابع تحمل بيدها مولودها الامام علي ابن ابي طالب ع
ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ : ﺍﻧﻲ ﻓﻀﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻣﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ , ﻻﻥ ﺍﺳﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺰﺍﺣﻢ ﻋﺒﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺳﺮﺍً ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻻ ﻳﺤﺐ ﺍﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻻ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﺍً , ﻭﺍﻥ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻫﺰﺕ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻛﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﻃﺒﺎً ﺟﻨﻴﺎً , ﻓﺎﻧﻲ
ﺩﺧﻠﺖ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻓﺄﻛﻠﺖ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻭﺭﺍﻗﻬﺎ , ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺭﺩﺕ ﺍﻥ ﺍﺧﺮﺝ ﻫﺘﻒ ﺑﻲ ﻫﺎﺗﻒ : ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺳﻤﻴﻪ ﻋﻠﻴﺎً , ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻲ , ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻻﻋﻠﻰ ﻳﻘﻮﻝ : ﺍﻧﻲ ﺷﻘﻘﺖ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﻦ ﺍﺳﻤﻲ , ﻭﺍﺩﺑﺘﻪ ﺑﺄﺩﺑﻲ ﻭﻭﻗﻔﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻣﺾ ﻋﻠﻤﻲ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺴﺮ ﺍﻻﺻﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺫﻥ ﻓﻮﻕ ﻇﻬﺮ ﺑﻴﺘﻲ , ﻭﻳﻘﺪﺳﻨﻲ ﻭﻳﻤﺠﺪﻧﻲ ﻓﻄﻮﺑﻰ ﻟﻤﻦ ﺍﺣﺒﻪ ﻭﺍﻃﺎﻋﻪ , ﻭﻭﻳﻞ ﻟﻤﻦ ﺍﺑﻐﻀﻪ ﻭﻋﺼﺎﻩ .   معاني الاخبار ص 62

 
  هناك بحث لطارق الكاتب مع 70 من الباحثين و الخبراء حول الركن اليماني حيث اثبتوا ما يلي :
1. تجدد الفطر سنويا رغم كل المعالجات عبر القرون
2. تجدد الفطر حتى بعد اعادة بناء الكعبة بعد تهديمها بمنجنيق بني امية
3. الرائحة الزكية المنبعثة من الفطر و التي لا مثيل لا في باقي جدران الكعبة
4. ورد ان النبي ص كان يلتمس الركن اليماني بالخصوص
5. الخبر مذكور في 16 مصدر من عامة المسلمين  و 50 مصدر من مصادر الشيعة الامامية و 40 قصيدة


• باب الكعبة
 

يرتفع عن ارض المطاف بحوالي 2.5 م وارتفاع الباب 3.06 متر وعرضه 1.68 متر والباب الموجود اليوم تم صنعه من الذهب حيث بلغ مقدار الذهب المستخدم فيه للبابين حوالي 280 كيلو جرام عيار 99.99 بتكلفة اجمالية بلغت 13 مليونا و 420 الف ريال عدا كمية الذهب.

 

 

          

 

     

 

• داخل الكعبة

 

أولا : يوجد بداخل الكعبة ريح طيب من خليط المسك والعود والعنبرالذي يستخدم بكميات كبيرة لتنظيفها ويستمر مفعوله طوال العام.
ثانيا : تغطى أرضية الكعبة برخام من الأبيض في الوسط، أما الأطراف التي يحددها شريط من الرخام اللون الأسود فهي من رخام الروزا (الوردي) الذي يرتفع إلى جدران الكعبة مسافة 4 أمتار دون أن يلاصق جدارها الأصلي.

   أما المسافة المتبقية - من الجدار الرخامي حتى السقف (5 أمتار) - فيغطيها قماش الكعبة أخضر (أو ستائر من اللون الوردي) المكتوب عليه بالفضة آيات قرآنية كريمة وتمتد حتى تغطي سقف الكعبة. كما توجد بلاطة رخامية واحدة فقط بلون غامق تحدد موضع سجود الرسول صلى الله عليه و اله وسلم. بينما توجد علامة أخرى من نفس الرخام في موضع الملتزم حيث ألصق الرسول صلى الله عليه اله وسلم بطنه الشريف وخده الأيمن على الجدار رافعا يده وبكى
ثالثا : ثلاثة أعمدة في الوسط من الخشب المنقوش بمهارة لدعم السقف بإرتفاع حوالي 9 أمتار محلاة بزخارف ذهبية.
رابعا : عدد من القناديل المعلقة المصنوعة من النحاس والفضة والزجاج المنقوش بآيات قرآنية تعود للعهد العثماني.
خامسا : درج (سلم) يصل حتى سقف الكعبة مصنوع من الألومنيوم والكريستال.
سادسا : مجموعة من بلاطات الرخام التي تم تجميعها من كل عهد من عهود من قاموا بتوسعة الحرم المكي الشريف.

• الشاذروان

 


   بنى عبد الله بن الزبير في خلافته للحجاز مسطبه خارج الكعبة حول اضلاعها الاربعة وتعرف بالشاذروان وذلك لحماية الكعبة من السيول التي كانت تجتاحها في موسم الامطار , وللمحافظه على سلامة الحجاج وسلامة كسوة الكعبة , ويبلغ عرض هذه المسطبه 45 سم وارتفاعها عن الارض 13 سم , كذلك تم تثبيت 55 حلقة من النحاس في الشاذروان لربط ستائر الكعبة المشرفة وكسوتها.

 

• كسوة الكعبة
 

    قد ذكر في ما نقلته الروايات في قصة هاجر و إسماعيل و نزولهما أرض مكة أن هاجر علق كساءها على باب الكعبة بعد تمام بنائها.


   و أما كسوة البيت نفسه فيقال: إن أول من كساها تبع أبو بكر أسعد كساها بالبرود المطرزة بأسلاك الفضة، و تبعه خلفاؤه ثم أخذ الناس يكسونها بأردية مختلفة فيضعونها بعضها على بعض، و كلما بلي منها ثوب وضع عليها آخر إلى زمن قصي، و وضع قصي على العرب رفادة لكسوتها سنويا و استمر ذلك في بنيه و كان أبو ربيعة بن المغيرة يكسوها سنة و قبائل قريش سنة.

 


و قد كساها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالثياب اليمانية، و كان على ذلك حتى إذا حج الخليفة العباسي المهدي شكى إليه سدنة الكعبة من تراكم الأكسية على سطح الكعبة، و ذكروا أنه يخشى سقوطه فأمر برفع تلك الأكسية، و إبدالها بكسوة واحدة كل سنة، و جرى العمل على ذلك حتى اليوم، و للكعبة كسوة من داخل، و أول من كساها من الداخل أم العباس بن عبد المطلب لنذر نذرته في ابنها العباس. تفسير الميزان ج 3 ص 361

 

 

   تغسل الكعبة المشرفة من الداخل مرة واحدة في كل عام بالماء والصابون أولا ثم يلي ذلك مسح جدرانها الداخلية وأرضيتها بالطيب بكل أنواعه وتبخر بأجمل البخور رزقنا الله تعالى وإياكم زيارة الكعبة الشريفة.


• مقام إبراهيم


  
هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عند بناء الكعبة وكان اسماعيل يناوله الحجارة وكل ما كمل جهة انتقل إلى أخرى يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه حتى انتهى إلى وجه البيت وقد كان من معجزات الله لإبراهيم أن صار الحجر تحت قدميه رطبا فغاصت فيه قدماه وقد بقي أثر قدميه ظاهرا فيه.


و قد كان الحجر الذي عليه أثر قدمي إبراهيم موضوعا بمعجن في جوار الكعبة ثم دفن في محله الذي يعرف به الآن، و هو قبة قائمة على أربعة أعمدة يقصدها الطائفون للصلاة.


• منزلة الكعبة
 

كانت الكعبة مقدسة معظمة عند الأمم المختلفة فكان الهنود يعظمونها، و يقولون : إن روح «سيفا» و هو الأقنوم الثالث عندهم حلت في الحجر الأسود حين زار مع زوجته بلاد الحجاز.
و كان الصابئة من الفرس و الكلدانيين يعدونها أحد البيوت السبعة المعظمة، و ربما قيل: إنه بيت زحل لقدم عهده و طول بقائه.
و كان الفرس يحترمون الكعبة أيضا زاعمين أن روح هرمز حلت فيها، و ربما حجوا إليها زائرين.
و كان اليهود يعظمونها و يعبدون الله فيها على دين إبراهيم، و كان بها صور و تماثيل منها تمثال إبراهيم و إسماعيل، و بأيديهما الأزلام، و منها صورتا العذراء و المسيح، و يشهد ذلك على تعظيم النصارى لأمرها أيضا كاليهود.
و كان العرب أيضا تعظمها كل التعظيم، و تعدها بيتا لله تعالى، و كانوا يحجون إليها من كل جهة و هم يعدون البيت بناء لإبراهيم، و الحج من دينه الباقي بينهم بالتوارث.  تفسير الميزان ج 3 ص 361

 

• ولاية الكعبة


    كانت الولاية على الكعبة لإسماعيل ثم لولده من بعده حتى تغلبت عليهم جرهم فقبضوا بولايتها ثم ملكتها العماليق و هم طائفة من بني كركر بعد حروب وقعت بينهم، و قد كانوا ينزلون أسفل مكة كما أن جرهم كانت تنزل أعلى مكة و فيهم ملوكهم.
   ثم كانت الدائرة لجرهم على العماليق فعادت الولاية إليهم فتولوها نحو ثلاثمائة سنة، و زادوا في بناء البيت و رفعته على ما كان في بناء إبراهيم.
   ثم لما نشأ ولد إسماعيل و كثروا و صاروا ذوي قوة و منعة و ضاقت بهم الدار حاربوا جرهم فغلبوهم و أخرجوهم من مكة و مقدم الإسماعيليين يومئذ عمرو بن لحي، و هو كبير خزاعة فاستولى على مكة و تولى أمر البيت، و هو الذي وضع الأصنام على الكعبة و دعى الناس إلى عبادتها، و أول صنم وضعه عليها هو «هبل»، حمله معه من الشام إلى مكة و وضعه عليها ثم أتبعه بغيره حتى كثرت و شاعت عبادتها بين العرب، و هجرت الحنيفية.

   و كانت الولاية في خزاعة إلى زمن حليل الخزاعي فجعلها حليل من بعده لابنته و كانت تحت قصي بن كلاب، و جعل فتح الباب و غلقها لرجل من خزاعة يسمى أبا غبشان الخزاعي فباعه أبو غبشان من قصي بن كلاب ببعير و زق خمر، و في ذلك يضرب المثل السائر «أخسر ممن صفقة أبي غبشان».
    فانتقلت الولاية إلى قريش، و جدد قصي بناء البيت و كان الأمر على ذلك حتى فتح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة، و دخل الكعبة و أمر بالصور و التماثيل فمحيت، و أمر بالأصنام فهدمت و كسرت. تفسير الميزان ج 3 ص 361


• اسرار الطواف حول الكعبة
 

    إذا رجعنا إلى قصة إبراهيم (عليه السلام) و سيره بولده و حرمته إلى أرض مكة، و إسكانهما هناك، و ما جرى عليهما من الأمر، حتى آل الأمر، إلى العزم على ذبح إسماعيل (عليه السلام) و فدائه من جانب الله و بنائهما البيت، وجدنا القصة دورة كاملة من السير العبودي الذي يسير به العبد من موطن نفسه إلى قرب ربه، و من أرض البعد إلى حظيرة القرب بالإعراض عن زخارف الدنيا، و ملاذها، و أمانيها من جاه، و مال، و نساء و أولاد، و الانقلاع و التخلص عن وسائس الشياطين، في تكديرهم صفو الإخلاص و الإقبال و التوجه إلى مقام الرب و دار الكبرياء.


   فها هي وقائع متفرقة مترتبة تسلسلت و تألفت قصة تاريخية تحكي عن سير عبودي من العبد إلى الله سبحانه و تشمل من أدب السير و الطلب و الحضور و رسوم الحب و الوله و الإخلاص ،  وكلما زدت في تدبره إمعانا زادك استنارة و لمعانا.


   ثم إن الله سبحانه أمر خليله إبراهيم، أن يشرع للناس عمل الحج، كما قال «و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا و على كل ضامر يأتين من كل فج عميق إلى آخر الآيات»: الحج - 27، و ما شرعه (عليه السلام) و إن لم يكن معلوما لنا بجميع خصوصياته، لكنه كان شعارا دينيا عند العرب في الجاهلية إلى أن بعث الله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و شرع فيه ما شرع و لم يخالف فيه ما شرعه إبراهيم إلا بالتكميل كما يدل عليه قوله تعالى: «قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا»: الأنعام - 161، و قوله تعالى: «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا، و الذي أوحينا إليك، و ما وصينا به إبراهيم و موسى، و عيسى»: الشورى - 13.


    و كيف كان فما شرعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من نسك الحج المشتمل على الإحرام و الوقوف بعرفات و مبيت المشعر و التضحية و رمي الجمرات و السعي بين الصفا و المروة و الطواف و الصلاة بالمقام تحكي قصة إبراهيم، و تمثل مواقفه و مواقف أهله و مشاهدهم و يا لها من مواقف طاهرة إلهية ، القائد إليها جذبة الربوبية و السائق نحوها ذلة العبودية.


   و العبادات المشروعة - على مشرعيها أفضل السلام - صور لمواقف الكملين من الأنبياء من ربهم، و تماثيل تحكي عن مواردهم و مصادرهم في مسيرهم إلى مقام القرب و الزلفى ..

 

• خلاصة البحث


  
تسمية الكعبة : سُمِّيت الكعبة كعبةً لكونها بناءً مُربَّعاً و مكعباً ، و الكعبة بحذاء البيت المعمور وهو مربع و البيت المعمور بحذاء العرش وهو مربع. و العرش مربع لأن الكلمات التي بني عليها الإسلام أربع وهي : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

 
   تاريخ بناء البيت: ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﻨﻴﺖ 12 ﻣﺮﺓ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ؛ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﺎﺓ:
ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺁﺩﻡ ﻭﺷﻴﺚ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻘﺔ ﻭﺟﺮﻫﻢ ﻭﻗﺼﻲ ﺑﻦ ﻛﻼﺏ ﻭﻗﺮﻳﺶ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻋﺎﻡ 65 ﻫـ ، ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺎﻡ 74 ﻫـ ، ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺎﻡ 1040 ﻫ


    أن الله أنزل قواعد البيت من الجنة و أول ما وضع كان قبة من نور، نزلت على آدم، و استقرت في البقعة التي بنى إبراهيم عليها البيت، و لم تزل حتى وقع طوفان نوح، فلما غرقت الدنيا رفعه الله تعالى، و لم تغرق البقعة
و أن الحجر الأسود كان ملكا من الملائكة يحمل ميثاق بين الله تعالى و بني ادم نزل من الجنة مع ادم و كان أشد بياضا من الثلج فاسودت: لما مسته أيدي الكفار.

   ﺑﻌﺪ ﻄﻮﻓﺎﻥ نبي الله نوح ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻭﺣﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻰ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ، فبنى إبراهيم و إسماعيل البيت كل يوم ساقا، حتى انتهى إلى موضع الحجر الأسود، و كانت اخفض بكثير مما عليه اليوم و جرى التسلسل التاريخي لما ذكر بعد ابراهيم ع من اعادة بناء البيت اربع مرات.

 

 

الحجر الاسود هو يمين الله في ارضه يبايع بها خلقه و ليبعثنه الله يوم القيامة و له لسان و شفتان فيشهد لمن وافاه ,

الملتزم : هي افضل بقعة في المسجد الحرام وورد في الرواية ان من استطاع ان يصلي كل صلاته هناك فليصلي
 

حجر اسماعيل : بناه اسماعيل عندما ماتت أمه هاجر و دفنها هناك و دفن هو ايضا و انبياء اخرون و يستحب فيه اكثار الصلاة و التعمد تحت الميزاب


   المستجار : في هذا المكان المقدس قال الله تعالى : يا ادم أقر لريك بذنوبك
الركن اليماني : الركن اليماني يقع عن يمين العرش و هو باب من ابواب الجنة لم يغلقه منذ فتحه
و فيه الشق الذي من خلاله ولد الامام علي ابن ابي طالب ع ، الركن اليماني هو باب من ابواب الجنة مفتوح لشيعة ال محمد مسدود عن غيرهم ,و هو باب الائمة الى الجنة منه يدخلون و فيه نهر من الجنة تلقى فيه اعمال العباد

  مقام إبراهيم : هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عند بناء الكعبة وكان اسماعيل يناوله الحجارة وكل ما كمل جهة انتقل إلى أخرى يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه حتى انتهى إلى وجه البيت وقد كان من معجزات الله لإبراهيم أن صار الحجر تحت قدميه رطبا فغاصت فيه قدماه وقد بقي أثر قدميه ظاهرا فيه.
و قد كان الحجر الذي عليه أثر قدمي إبراهيم موضوعا بمعجن في جوار الكعبة ثم دفن في محله الذي يعرف به الآن، و هو قبة قائمة على أربعة أعمدة يقصدها الطائفون للصلاة.

الحمد لله رب العالمين
اعداد السيد عقيل السيد حسين آل عيسى
 

 

محرم الحرام 1432 هجرية - 2010 
huda-n.com